اعتبر رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة الشيخ ماهر حمود ان "الحكم الذي صدر على حبيب الشرتوني، كشف كثيرا من المخاطر التي تهدد هذا الوطن الصغير، خاصة وانه ترافق مع مظاهر احتفالية ظهرت وكأنها تبدل كبير في التحالفات السياسية التي ساهمت في اخراجنا من الازمات الاخيرة، خاصة الفراغ الرئاسي"، لافتا في نفس الوقت الى أن "جولة رئيس حزب "القوات" سمير جعجع في استراليا وتزويره الحقائق في التاريخ القريب كما البعيد اضفت على المشهد مزيدا من المأساوية وجعلت التساؤلات التالية مشروعة اولا: هل تعتبر اسرائيل عدوا حقيقيا ورئيسيا ودائما لجميع اللبنانيين بكافة فئاتهم وعلى نفس المستوى؟ ثانيا: هل نقرأ جميعا التجارب السياسية والتاريخ القريب بنفس المنظور والابعاد؟ ثالثا: هل صحيح ان كل من يدعي انه لبناني وان لبنان عنده قبل اي شيء هو كذلك فعلا؟ رابعا: ما مصير هذا الوطن على ضوء الجهات السياسية التي تظهر من وقت لآخر والتي برزت خلال هذه الازمة الاخيرة؟".
واشار الشيخ حمود في خطبة الجمعة في صيدا الى ان "الحقيقة ان الاجابة عن هذه الاسئلة صعب جدا، ولكن في نفس الوقت ممكن، وعلينا ان نؤكد اولا وقبل اي شيء ان الازمة الرئيسية ليست في لبنان الازمة في العالمين العربي والإسلامي قبل ان تكون في لبنان، وباعتبار ان لبنان جزء صغير من هذين العالمين الكبيرين"، مشيرا الى ان "هذا التخبط الخطير الذي يعيش فيه العالمان الاسلامي والعربي، يجعل هذه الاخطاء والخطايا في لبنان صغيرة جدا نسبيا، بل تكاد تكون غير منظورة، فعلى ضوء هذا الزحف العلني والسري للتطبيع مع اسرائيل، وعلى ضوء هذه المؤامرات الكبرى التي شارك فيها الجميع تقريبا لتدمير سوريا والعراق وغيرهما، بأموال عربية وشعارات تظهر وكأنها اسلامية"، مشددا على أن "هذا يذكرنا بقصة مسجد ضرار التي أكدها القرآن الكريم في سورة التوبة، والتي تؤكد أن هنالك من يرفع شعارات إسلامية، وقد يبني مساجد وقد يتحدث عن أهداف اسلامية كبرى وهو يريد الكفر او الاهداف التي يريدها اعداء الاسلام".
واضاف: "من يريد تأسيس لبنان على الفساد وعلى تبادل المصالح والمنافع لن يبني وطنا، ومن يريد أن يبني لبنان على اساس ان التعامل مع اسرائيل خطأ مبرر او ان التعامل مع اسرائيل خطأ يماثل التعامل مع الفلسطينيين او السوريين او الايرانيين فهذا لن يبني وطنا"،معتبرا أنه "لا توجد جريمة تعادل جريمة التعامل مع اسرائيل وعلى الجميع ان يعترفوا بأخطائهم وخطاياهم وان يعتذروا للبنانيين عما اقترفت ايديهم ان كانوا يريدون فعلا بناء وطن سليم وإلا فعلى لبنان السلام".